الشيخ عبد الرحمن عبد الله الثقافي ( بيرود عبد الرحمن الثقافي) داعية كبير وعالم ديني وخطيب مصقع أحد أشهر العلماء المسلمين بالهند الأمين المساعد لجمعية علماء أهل السنة والجماعة بعموم كيرالا والرئيس لجمعية الشبان السنيين بعموم كيرالا ومؤسس جامعة سراج الهدى التعليمي بمدينة كوتيادي ويتحلى منصب أمين عام لها منذ تأسيسها له مساهمات ملحوظة في عديد من النشاطات العلمية والأعمال الخيرية بربوع الهند .
وقد نال فضيلته شعبية واسعة لدى أوساط المجتمع الهندي لأجل موهبته في إلقاء الخطب الدينية والمحاضرات الإسلامية بأسلوب رائع ونموذج خلاب يجذب اليه قلوب السامعين ، كما حقق فضيلته أرقاما قياسية في مجال إلقاء خطب تمتد ساعات طويلة في اللغة المليبارية والتي تتعلق بالدعوة والإرشاد ، وكان لفضيلته مساهمات ملحوظة في النقاش العلمي و المناظرات الودية مع خصمه في كثير من المسائل العقدية والفقهية ، وقد انتصر فضيلته لموقف أهل السنة والجماعة في عديد من الندوات والملتقيات التي تجري في ربوع الهند .
نشأته ورحلاته العلمية :ـ
ولد فضيلته في 25 من محرم سنة 1378هــ الموافق لــ 01/08/1959 في قرية ” بيرود” بمنطقة ” نادابرم” محافظة ” كاليكوت ” الشهيرة في التاريخ في عائلة كريمة متدينة ، وكان أبوه الحاج كنج عبدالله وأمه المرحومة حليمة ، وتلقى العلم على أيدي عديد من العلماء البارزين بالهند ، وحسب العادات والتقاليد السائدة في كيرالا التحق فضيلته بالمدرسة الحكومية في الخامس من عمره وأتم المرحلة الإعدادية والإبتدائية بست سنوات مع قضاء جزء من أوقاته في المدرسة الإسلامية التي تدرس فيها المبادئ الأساسية للعلوم الدينية بشكل تمهيدي، وخلال هذه الفترة كان فضيلته يرتدي قبعة أثناء حضوره في المدسة الحكومية كعادته في المدرسة الإسلامية، ومرة قام أحد معلميه بتحذيره من هذا اللبس وأخرجه من الصف ، وأدت هذه الواقعة الى حدوث جدل بين المعلمين وأولياء الأمور وانتصر أبوه في هذا الموقف حتى جاء القرار من إدارة المدرسة بسماح الطلاب في إرتداء أي زي يناسب ثقافته وتقاليده ، وكانت هذه الحادثة نقطة تحول في تاريخ رحلته العلمية حيث توقف بشكل نهائي من دراسته في المدرسة الحكومية وأفرغ جل أوقاته في تلقي العلوم الشرعية من حلقة دروس المسجد تحت رعاية وتربية الشيخ عبد الرحمن مسليار سي. بي. ثم انتقل فضيلة الى جامع “جييور” لمواصلة تلقي العلوم الشرعية على أيدي الشيخ الأستاذ شرمذي مسليار وبعده انتقل الى رواق جامع الشيخ كنج عبدالله مسليار التايكندي رحمه الله وتحصل على يده كتاب ” فتح المعين بشرح قرة العين للإمام زين الدين الثاني المخدوم المعبري” في علوم الفقه وكتاب ” الفية بن مالك ” في قوانين الللغة العربية ، ثم انتقل الى حلقة الدروس الشهيرة الواقعة بقرية “بولوكارا” والتي يشرف عليها الشيخ المرحوم عبد القادر مسليار ولازم بدروسه مدة سبع سنوات حتى تحصل منه عديدا من العلوم والفنون الدينية .
وبعد تفرغه من حلق الدروس المسجدية بقرية ” بلوكارا” التحق بكلية الشريعة التابعة لجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بمنطقة ” كارنتور” وقضى هناك سنتين في مرحلة الكلية ونال شهادة بكالريوس في الشريعة والمعروفة بلقب” الثقافي” سنة 1989 م. ثم التحق بدورة التخصص التابعة للجامعة وتخصص في العلوم الشرعية على أيدي كبار من العلماء البارزين منهم المرحوم الشيخ إمبيجيالي مسليار ـ عضو لجنة الشورى لجمعية العلماء بعموم كيرالا ، والمرحوم الشيخ إسماعيل أحمد نليكوتي ـ صاحب عدة مصنفات مثل شرح المشكوة وفقه السنة نائب رئيس جمعية علماء أهل السنة بعموم كيرالا الأسبق ، والمرحوم الشيخ عبد الله مسليار الألنلوري وغيرهم ونال إجازة الفتوى والإرشاد من المرحوم الشيخ محمد يس الفاداني المكي رحمه الله .
خدماته في مجال العلم والدعوة :ـ
وقد سجل فضيلته بصماته في مجال الدعوة منذ المرحلة الأولى من تاريخ دراسته العلمية ، وساعدت موهبته اللامثالية في فن الخطابة لأداء مهمة تاريخية في حياته الدعوية والتي حولت حياة عديد من أهل الفسق والطغيان الى سبيل الهدى والرشاد ، وكان أول خطبته أمام الجماهير حينما كان طالب علم في رواق جامع ” بلوكارا” ، وخلال هذه الخطبة قد برزت شخصيته أمام العامة وظهرت مهارته الإبداعية في هذا المجال حتى سجل أروع الأمثلة في فن الخطابة الدينية بجهوده الفردية من ناحية وبتشجيع أساتذته وجماهيره من ناحية أخرى ، وتطورت جهوده وازدادت مساهماته في هذا المجال حتى لا تخلو ليلة من ليالي قرى مليبار من صدى كلمات هذه الخطيب المصقع الذي ذاع صيته في كل أرجاء الهند ، وكانت لكلماته جاذبية فذة تجلب قلوب المئات والآلاف والتي ميزته عن غيره من الخطباء .
وخلال هذه الفترة التي تمتد 35 سنة قد نشرت له مئات من التسجيلات الصوتية والمرئية في مختلف الموضوعات بما فيها الوعظ والإرشاد والمناقشات العلمية والمنظارات ، وقد ملأت المحلات والأسواق بتسجيلاته الصوتية والمرئية وكثرت احتياجاتها حتى حققت الدرجة الأولى في البيع من ضمن قائمة المحاضرات الإسلامية والتسجيلات الدينية ، وكانت تسجيلات المحاضرات العلمية حول شرح سورة الفاتحة وتفسيرها وسورة المؤمنون وشرحها وشرح قصيدة البردة وشرح أحكام الزواج أكثر تداولا في الأسواق في الفترة الراهنة.
كما قام فضيلته بمساعٍ بارزة في مجال الدعوة الإسلامية من خلال تأسيس صرح إسلامي بمدينة ” كوتيادي” باسم جامعة سراج الهدى التعليمي ، وكان العامل الأساسي في رفع هذا المعهد الديني الى صفوف المعاهد الإسلامية التي حققت نموا سريعا في خارطة الهند الإسلامي مهارته العالية في الثقافة الإسلامية ونبوغه المتميز في الخطابة الدينية وشعبيته الواسعة لدى مسلمي كيرالا ، فقاد فضيلته مسيرة هذا المعهد الديني بشكل منظم وأسلوب متميز بفكره الحاد وتجربته البالغة جتى حوله من كوخ مسقوف بسعف شجر جوز الهند الى إحدى كبرى الجامعات الإسلامية النامية بالهند والتي تسع مساحة أراضيها 50 فذان وتتضمن أربع كلية و35 مدرسة و 76 جامع ويعمل فيها حوالي 850 موظف ومعلم ، كما رفعه الى مركز ديني يشرف على عديد من النشاطات الدينية والدعوية من أجل بناء مجمتع ثقافي وقيادة شعب إسلامي في ربوع الهند ، فحقق هذا الصرح الإسلامي إنجازاته الهائلة في ظلال هذا العالم التقي الورع حتى تشعبت فروعه وانتشرت نشاطاته الى عدة مناطق في شبه القارة الهندية .
كما يقوم فضيلته بإلقاء الدروس الدينية والمحاضرات الروتينية في كلية الشريعة التابعة لهذه الجامعة ، وخلال هذه السنوات الماضية قد تخرج على يديه حوالي ألف خريج حصلوا على شهادة بكالريوس في الشريعة والدعوة الإسلامية ، ويشتغل هؤلاء الخريجون في مختلف مناطق الهند كدعاة وأئمة ومدرسين .
جامعة سراج الهدى التعليمي:ـ
وقد تم وضع حجر الأساس لمجمع سراج الهدى التعليمي الواقعة في منطقة كوتيادي التي تبعد 50 كيلومتر من مدينة كاليكوت العريقة ، محافظة كاليكوت ،كيرالا سنة 1989 ، وخلال هذه الفترة القصيرة تمكن هذا المجمع الإسلامي لتسجيل بصماته المتميزة في خارطة التعاليم الإسلامية والدعوة الدينية في أراضي الهند ، وقد حقق هذا الصرح الإسلامي في محافظة كاليكوت أهدافه النبيلة في نشر التعاليم الدينية والعصرية وإعداد الكوادر الدعوية بفضل جهود المشرفين على نشاطاته وإخلاص القائمين بإدارته تحت إشراف فضيلته .
وتجري تحت إدارة هذه الجامعة عدة كليات دينية وعصرية ومدارس إسلامية ومدارس إنجليزية مسجلة تحت منهج سي. بي. أس. إي. ومن أهمها : كلية الدراسات الإسلامية وكلية الدعوة الإسلامية ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم ودار الأيتام والمساكين والمدرسة الأردية .
مساهماته في الأعمال الخيرية :ـ
ولم تخل خدماته في مجال الأعمال الخيرية حيث قام فضيلته بخدمات مكثفة في مد يد العون والمساعدة للفئات المنكوبين والمحتاجين ، وبذل قصارى جهوده في رعاية الأيتام والمساكين وتربيتهم على الثقافة الإسلامية السمحة ، ومن أجل تحقيق هذا الهدف المنشود قام بإنشاء معهد خاص باسم ” دار الأيتام والمساكين” تحت جامعة سراج الهدى التعليمي ، وتتمتع هذه الفئة من المجتمع بكل أنواع التسهيلات في المعاهد التابعة للجامعة لمواصلة دراستهم وبحوثهم حسب إختيارهم ومزاياهم ، كما قام فضيلته بتنفيذ كثير من الأعمال الخيرية تحت إدارة جامعة سراج الهدى التعليمي لرسم بسمة الفرح في وجوه آلاف من المساكين والأرامل والمرضى وذوي الإحتياجات الخاصة من خلال مشاريع متنوعة مثل مشروع توزيع المساعدات للأرامل الى منازلهن ومشروع الإسكان ومشروع حفل عرس جماعي وغيرها من المشاريع التي تخفف آلام الفئات المتخلفة في المجتمع .
المناصب الرسمية :ـ
وقام فضيلته بتحلي عدة مناصب رسمية في عديد من المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية في مختلف مراحل حياته ، وتحلى منصب رئاسة منظمة الطلبة السنية على مستوى دائرة كاليكوت ثم رئيسا للمنظمة على مستوى مقاطعة كاليكوت ثم نائب رئيس للمنظمة على مستوى ولاية كيرالا ثم أختير رئيسا للمنظمة ، كما تحلى فضيلته منصب سكرتير مساعد لجمعية شبان السنيين على مستوى ولاية كيرالا ثم نائب رئيس للجمعية ثم اختير أمين عام للجمعية ثم رئيسا للجمعية وما زال يتحلى بهذا المنصب حتى الآن ، وكذلك اختير فضيلته عضوا في لجنة الشورى لجمعية علماء أهل السنة والجماعة بعموم كيرالا سنة ثم اختير احد أمنائها كما يتحلى فضيلته منصب أمين عام لجامعة سراج الهدى التعليمي منذ تأسيسها وحتى الآن.
الجوائز التقديرية :ـ
وقد حصل فضيلته على عدة جوائز تقديرا لجهوده وخدماته في مجال الدعوة والخطابة الدينية ، ومن أهمها جائزة باسم” الشيخ المرحوم السيد عبد القادر الأهدل ” لأبرز خطيب في ربوع كيرالا .
المؤتمرات التي شارك فيها: ـ
وقد زار فضيلته بعضا من الدول الإسلامية والعربية ومن أهمها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ومملكة البحرين ودولة قطر وسلطنة عمان وجمهورية مصر العربية والجمهورية اليمنية وجمهورية الشيشان 2016 كما شارك في عديد من المؤتمرات الإسلامية داخل الهند وخارجها ومن أهمها مؤتمرأهل السنة بجمهورية الشيشان تحت رعاية فخامة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف ومؤتمر بمناسبة إفتتاح جامع كبير المنعقد بمدينة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية كما شارك في برامج جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بدبي كمحاضر للجاليات الهنود ، وكذلك شارك فضيلته في برامج الهيئة العام للشئون الإسلامية والأوقاف كضيف لرئيس دولة الإمارات ، كما شارك فضيلته في عديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات داخل الهند ممثلا عن جمعية علماء أهل السنة والجماعة وجمعية الشبان السنيين ومنظمة الطلبة السنية وجامعة سراج الهدى التعليمي والتي تنظمها الجمعيات والمؤسسات الإسلامية بالهند.
