ويعتبر المؤتمر السادس عشر لجمعية العلماء بعموم كيرالا المنعقد في منطقة كاريواتام في مدينة برينتادلمانا محافظة ملافرام بتاريخ 27 و 28 مايو 1945 من أبرز المؤتمرات التي مضت في تاريخ الجمعية في رفع شعار أهل السنة والجماعة واعلان توحد المسلمين تحت قيادة العلماء ، وقد تقدم عديد من الشخصيات بجهودهم المضنية لتنظيم هذا المؤتمر والإشراف على أعماله ومن أبرزهم الحاجي بابو بباديكاد وسيدالي كوتي صاحب بكابل وكنجيبو صاحب ببرينتالمانا والحاجي حيدرسو بمنار ملا وسيدالي كوتي صاحب بكارتالا وسيدالي صاحب ببوكاتيري وكي أحمد صاحب .
وتولى رئاسة هذا المؤتمر ( في جلسة مجلس المشاورة المنعقد بتاريخ 27 وفي المؤتمر العام المنعقد بتاريخ 28 ) العلامة شمس العلماء قطبي محمد بن أحمد مسليار رحمه الله ، وكان الشيخ رحمه الله ذا شخصية متميزة وصيت شائع لدى مسلمي مليبار كما كان له هيبة ووقار بهابه الأعداء ، وبالتالي نقرأ نبذة من سيرته العطرة حتى نتعرف شخصيته وجهوده في تنشيط الجمعية وتنظيم حركاتها على مدى سنوات .
ولد العلامة الشهير بقطبي محمد مسليار في عام 1299هـ/1881م، في قرية عبد الرحمن نكر بالقرب من ترورنكادي ، وتوفي أبوه في صغر سنة وتربي في رعاية جده كنجي مويدين مسليار وتلقى العلوم الابتدائية من بلده، ثم واصل دراسته في حلقات الدروس في مساجد وانيانور وتلاكاداتور ثم درس عند فوكر مسليار الكرمبنكلي – والد كي. كي. صدقة الله مسيار – والعلامة الحاج كنج أحمد الشالِلَكَتِّي في مساجد ترونغادي وبرينغادي ، وكان الشيخ الولي سليمان مسليار زميله آنذك ، ثم درس في دار العلوم بوايكاد.
وفي عام 1331هـ بدأ يلقي دروس العلم في بلد بانور بالقرب من تَلَشِيرِي ، وكانت تلك الحلقة شهيرة لدى طلاب العلم حيث توافد اليها من منجرور الى ترواندابورام مئات من المتعلمين ، وبعد أن التحق شيخه العلامة الحاج كنج أحمد الشالِلَكَتِّي في دار العلوم بوازاكاد كمدرس اشتغل هو الآخر كمدرس فيه ثم عين عميدا لها. ثم درَّس في أماكن أخرى مثل باركاداو ونادابورام ووانيانور وماكول بيديكا وونميناد.
وتخرج من مجالس علمه عدد كثير من العلماء البارزين مثل كي. كي. صدقة الله مسليار ـ أحد رؤساء جمعية العلماء ـ وأحمد مسليار كانيات ـ أحد رؤساء جميعة العلماء ـ وبيران كوتي مسليار كيباتا وأي.كي. كنجاراموتي مسليار و بيران كوتي مسليار ملاييلي وباوا مسليار كوتايي وحسن كنج مسليار بكايانكولام وغيرهم.
وتوفي رحمه الله في ليلة الجمعة الأخيرة من شهر شوال عام 1385هـ/1965م، في تشُكْلي بالقرب من ماهي، ودفن بجوار مسجده هناك، رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه الفردوس الأعلى
وكان رحمه الله نجما ساطعا في صفوف علماء كيرالا على مدى سنوات وكان له موهبة عظيمة في قمع خصمه في المناظرات ، وكانت المناظرة الشهيرة التي وقعت في منطقة نادابورام بين أهل السنة والفرق النجدية تحت إشرافه المباشر ، واطلع فيها على كلمة “لا” في عبارة إحدى الكتب التراثية والتي أخفاها الخصم في تلك المناظرة لإثبات دعواهم الباطلة ، حتى أدى ذلك الى فوزه الكاسح في تلك المناظرة ، وبعد هذه الواقعة قلما تتجرأ المبتدعة على مواجهته في المناظرات .